إن اللغة ظاهرة حیویة عرضة للتطور المطرد والتطور الدلالی هو أحد جوانب التطور اللغوی، فلابد عن البحث کیفیة الوصول الی مراد الشارع مع ملاحظة هذا التغیر والتطور فی المعنی عبر القرون. فان تغییر المعنی قد یحصل بالتوسعة و اضفاء مصادیق جدیدة و لکن مع حفظ المعنی الجوهری للمفهوم فحینئذ تکون أصالة الظهور محکمة إذ یصدق العنوان و المفهوم و یتبعه الحکم. فالظهور القشری و الهامشی غیر داخل لا فی الموضوع له و لا فی المراد الاستعمالی و لا فی المراد الجدی فالمدعی أن التغیر فی القشر لایغیر الظهور الحجة فی الکلام فی عرف العقلاء، فان العقلاء مع علمهم بهذا النوع من التغیر یتمسکون بأصالة الظهور لإثبات المراد الاستعمالی و المراد الجدی المتجسد فی لب المعانی. ثم أقمنا علی هذا المدعی دلیلین ثم تطرقنا إلی کون الحاکم فی تشخیص بقاء جوهر المعنی هو أهل اللغة فی کل زمان أی کلما کان صدق مفهوم علی مصداق بلاعنایة فذلک أمارة بقاء جوهر المعنی رغم التطور. ثم بینا بعض ثمرات هذه النظریة منها عدم اعتبار الانصراف الناشی من کثرة الإستعمال و منها تحول بعض الشبهات المفهومیة إلی مصادیق المفهوم
)