إنّ مغزى نظریّة التّوسط إعتماد المقلِّدین على آرائهم فی إنتاج الفرع الفقهی ولو بضمیمة تقلیدهم المطلق. نظریة التوسط تهدف إلى إثبات أمرین: 1.عدم إنحصار التقلید بالأحکام الفرعیة، بل یعمّ التّقلید المسائل الأصولیّة (بل الرجالیّة و الّلغویة) أیضاً. 2.إمکان ضمّ التّقلید فی المبدأ الأصولی إلى ما یحصّله المقلَّد فی سائر المبادئ، و العمل نتیجة المجموع و ما یستنبط منها، و إن کان مخالفاً لرأی المجتهد أو المقلَّد الّذی یجب الرّجوع إلیه فی الحکم الفرعیّ. قد صبّت هذه المقالة جهدها للتعرّف علی هذه النظریّة فی اربعة مباحث: المراد من هذه النّظریّة و ذکر آراء الأصولیین فی هذا المجال، نظریّة التّوسط و الفتوى بالتّخییر الأصولی، نظریّة التّوسّط و مسألة التّجزی فی الإجتهاد و فی الأخیر نظریّة التّوسط وتقلید الإنسدادی. تتمة المباحث حول نظریّة التّوسط (قسم الثانی) سیأتی عن قریب إن شاء الله.